الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

حكم أثرت فيني ، وأنقلها لكم !

السلام عليكم
في بحثي عبر موقع قوقل ، عن مقولة كنت أريدها ،
وجدت موقع رائع إسمه ( أخوية ) ، وهُناك موضوع رائع
بردود كثيرة ، يتحدث عن مقولاتٍ ، و حكم ، مثيرة جدا ً كثيرة .
وقد إقتبست بعضها القليل .. وهي أجمل ما قيل ، بإختصارٍ لكم .

مامن إنسان لايشكل خطراً على إنسان( ماري دي رابوتيه )
يقول الرجل في المرأة مايشاء، وتفعل المرأة بالرجل ماتشاء( سدني )
قطّاع الطرق يطلبون منك إما النقود وإما الحياة ..أما المرأة فتطلب الأمرين( صموئيل بتلر)
اختيار الكلام أصعب من تأليفه !( ابن عبدربه )
مامن عظمة إلا وبها مسحة من الجنون !( سنيك )
طعم المجاملة لذيذ، شرط ألآ تبتلعها !( ستيفنسون )
إذا جعلت شخصيتك دودة تزحف على الأرض ..فلا تلم من يدوسك بقدمه( ايمرسون )
الناقد شخص يعرف معالم الطريق ..لكنه لايستطيع قيادة السيارة !( كينبيت تينان )
كلما زاد عدد الأمور التي يخجل منها الإنسان ..كان أقرب إلى الكمال !( سوفوكليس )
التردد وإطالة التفكير في القيام بعمل ما ..غالباً مايتحول سبباً لإبطاله !( يونغ )
الزوج المثالي ..رجل كريم .. شهم .. رقيق .. متسامح .. وفيّ .. بعيد النظرلاوجود له !( بيل كلينتون )ا
لدبلوماسي ..رجل يستطيع أن يصمت بعدة لغات ! ( أنور السادات )
خلق الله لنا أذنين ولساناً واحداً ..لنسمع أكثر مما نقول !( سقراط )
من غربل الناس .. نخلوه !( العقاد )
الرجل الذي لايكذب على المرأة ..لايقيم وزناً كبيراً لمشاعرها !( بيرك )
الحب ..مرض أخشى مايخشاه المصاب به أن يشفى منه( إرنست هيمنجواي )
أن تكون مطلوبا بارتكاب جريمة..خير لك من أن لاتكون مطلوباً مطلقاً !( كارول تايلر )ا
لصمت فن عظيم من فنون الكلام !( وليم هنريت )
إنك تبلغ مرتبة النمو الكامل حين تضحك ساخراً من نفسك !( باريمور )
في القسم الأول من الليل راجع أخطاءك ..وفي القسم الأخير راجع أخطاء سواك إذا ظلّ لك قسم أخير !( وليام شكسبيير )
لابد أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون ..( جلاسكو )
هناك عدة طرق لمقاومة الإغراء ..والطريقة المثلى أن تكون جباناً !( مارك توين )

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ..


كُنت أريد أن أخلد إلى النوم ، وكان الشيخ مشاري العفاسي ، يتلوا القرآن
وبالأخص ، سورة إبراهيم .. وهكذا أنا أستمع له محاولا ً النوم ..
وفي خضم معركتي مع البحث عن النوم ، والتركيز في الآيات ..
قال الله تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) . حينها تذكرتُ درساً للدكتور النابلسي ( قناة الرسالة )،
والذي ذكر فيه هذه الآية ، وذكر أمرا ً كان يفوت عليِّ كثيراً ، و أذهلني ما سمعت .
حيث أنني أحسب أن لو نعدْ نعم الله التي أنعمها علينا كـ البصر والسمع و .... إلخ !
فإننا لن نحصي هذه النعم الكثيره ، وقد كنت مُتأثرا ً بهذه الآية - حسب مافهمت - كثيرا ً .
ولكن أذهلني أكثر وأكثر .. ما سمعتهُ من المحاضرة للشيخ ،
حيث تناول هذه الآية وقال " وإن تعدوا نعمة " أي نعمة ً واحدة ً لن تستطيعوا أن تحصوها !
فمثلا ً نعمة البصر .. لو تعدْ ما الذي تُعطيك هذه النعمة ، من مشاهدة الدُنيا ، والطبيعة ، والجبال
والأنهار ، وأمك والحياة .. والألوان ، و زوجتك ، وأطفالك .. إلخ من المشاهد التي لا تنتهي .
فإن هذه النعمة فقط ( نعمة البصر مثلا ً ) لن تستطيع أن تُحصي ما تُعطيك ..
وهكذا ذُهلت أنا ، و زاد تأثري بهذه الآية ، وبهذه العظمة الكبيرة ، قمتُ من مكان نومي ، وجئت لأكتب هذه الكلمات.!
وأقولُ آية ً أخرى أثرتِ فيِّ كثيرا ً ، ولم أحسس بها ، أو لم أتأثر بها كثيرا ً ..حتى حدث أمرٌ ليس له دخل فيها !
وقد كنتُ راكبا ً الطائرة متجها ً إلى دبي ، وكنتُ أشعر بالحماس ، وبعدما حلقت الطائرة ، وبدأ التفكير يزداد معها ..
طرى على قلبي ، وثم على لساني .. الآية ( الحمدلله الذي وهب لي على الكِبَرِ إسماعيل وإسحاق . إن ربي سميع الدُعاء )
وكدتُ أن أذرف دمعاتي ، وأنا أردد هذه الآية الرائعه ، ولا أعلم ما دخلُها بـ تحليق الطائرة ؟
وأنا على علمٍ .. أن لها علاقة ً ما ، وسأذهل - كما حصل بالمرة الأولى - إذا عرفت هذه العلاقة .
إن الآيات ، نتأثر بها كثيرا ً وقد لا نعلم ما فحواها جيّدا ً ، إلا أنهُ السر في القرآن .. أننا القلوب تتأثر به - غالباً - قبل العقل والفهم !
هذه خاطرة لكم من قلبي ،
ومن يعرف ما سر العلاقة بين تحليق الطائرة والآية .. أرجو أن يُراسلني :)

السبت، 10 أكتوبر 2009

عن " جورج برنارد شو " ، نتحدث !


مرحبا ً أخواني ،
أقدم لكم اليوم ، حديث حول العجيب جورج برنارد شو ،
ذلك الرجل الإيرلندي الذي انتقل إلى لندن ، عندما أصبح
في عمر العشرين . و هو المؤلف المبدع لستين مسرحيّة رائعة ،
والذي أخذ جائزة نوبل في الأدب عام 1925 ،
وجائزة الأوسكار في عام 1938 .
من مسرحياته الشهيرة ( الإنسان والسوبرمان ) ، وأيضا ً مسرحية ( سيدتي الجميلة ) ، وطاف البلاد في اخراج هذه المسرحيات الجميلة ، في عواصم بلدان أوروبا و أمريكا .
هو رجل ، يمدح ديننا الإسلامي الحنيف ، و نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، رغم أنهُ بعيدا ً عنا كثيراً .. إلا أنهُ قارئ جيّد لنا ،
وقد قال :
""إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تكون موافقة لكل مرافق الحياة. لقد تنبأت بان دين محمد سيكون مقبولا لدى أوروبا غدا،
وقد بدأ يكون مقبولا لديها اليوم"
وقال أيضا: ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشكلات العالم"
وقال أيضا: "لو تولى العالم الأوروبي رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية"
وكان برنارد شو يرى أن خير ما في حياة محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها في مأرب ديني،
ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعال" . انتهى
وهكذا ، فإن نظرة هذا الرجل ، نظرة إيجابية حول الإسلام ، و ذلك دليل على عقلانيّته الكبيرة ، و توسّع آفاقه ، وتميّزه .
ما رأيكم أن نطرح بعض الأقوال المأثوره ، لهذا الرائع ؟
نعم ، إذن ، سنقتبس بعض الأقوال المأثورة - بإنتقاء خاص - :
"
"الصمت هو أفضل تعبير عن الاحتقار".
"إن تركت الخوف من الفقر يسيطر على حياتك فإنك بالنتيجة ستحصل على طعامك لكنك لن تعيش".
"أنت ترى أشياء تحدث وتقول "لماذا؟" لكنني أحلم بأشياء لم تحدث بعد وأقول "لم لا؟"".
"لا يمكن أن تكون بطلاً مالم تختبر الجبن".
"عقاب الكاذب ليس في عدم تصديقه، وإنما في عدم قدرته على تصديق أي أحد".
"العلم لا يحل مشكلة دون خلق عشرات المشاكل
"السلطة لا تفسد الرجال، إنما الأغبياء إن وضعوا في السلطة فإنهم يفسدونها".
"يمكن للإنسان أن يصعد أعلى القمم، لكن لا يمكنه البقاء هناك طويلاً".
"سامحه، فهو يعتقد أن عادات قبيلته هي قوانين طبيعية!".
"اختر الصمت كفضيلة، لأنك بواسطتها تسمع أخطاء الآخرين وتتجنب أن تقع بها".
"تعلمت منذ زمن ألا أتصارع مع خنزير أبداً. لأنني سأتسخ أولاً ولأن الخنزير سيسعد بذلك".
"الحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعاً وجدارة بالاحترام من حياة فارغة من أي عمل
"الحرية هي المسؤولية. ولهذا يخشاها معظم الرجال".
"نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل".
"لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا؛ إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب".
"المرأة هي جمع للهموم، طرح للاموال ، ومضاعفة للاعداء وتقسيم للرجال".
"السعادة مثل القمح ينبغي ألا نستهلكه إذا لم نساهم في إنتاجه".
"ان الرجل العاقل يتكيف مع العالم ، اماالرجل الغير عاقل يحاول تكييف العالم معه.فتقدم المجتمعات اذا" يعتمد على الرجل الغير عاقل"
""
وهكذا ، ومع التأمل بهذه الكلمات ، والمقولات المتميزة ، سنُحلق بسماء التفكر
ليس لدي ما أقوله .. وأنا جداً متأثر بهذه الكلمات الرائعة ، وارجو انها قد أثرت بكم
وإلى مقالٍ جديد!

الخميس، 8 أكتوبر 2009

استراحة ( صناعة الغباء ) لـ العنفوان ..

مرحبا ً بكم أخواني ،
قرأت موضوع اليوم في مُنتدى الجامعة ( جامعة الكويت ) ،
كتبته الأخت ( العنفوان ) ، وقد أعجبني ، فجئتكم به ، ولنبدأ :

"
مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد ،،
و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز
في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموزيرش العلماء باقي القرود بالماء البارد
بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز,
يقوم الباقين بمنعه و ضربه حتى لا يرشون بالماء البارد ،،
!بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الأغراءات خوفا من الضرب ،،
و بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد فأول شيئ يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ،، ( بديهي ! )
ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب ،،
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايدري لماذا يضرب !
و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب ،، .
لو فرضنا .. و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم ؟
اكيد سيكون الجواب : لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا له ضاربين ."

قـآل آينشتـآين : شيئـآن لآ حـدود لهمـآ ،،الكـون ،، و الغبـآء البشري " انتهى .

وعلى هامش الموضوع الطريف الصحيح ، فإن أمر الغباء الحاصل في عالمنا اليوم ،
وفي الدول العربية خاصة ، هو ليس تخلف عقليْ أو غباء من الله الخالق سبحانه ،
وإنما الحاصل أن الغباء الذي يطغى هو الجهل ! و هو عدم وجود ثقافة في شعوبنا !
حيث أن الشخص منا ، لا يعرف شيئا ً في أمورٍ كثيرة ، و حتى ربما في مجال عمله
وعندما تسأله عن أمر في شي يحصل في الدولة ، يرد عليك متجهما ً " لا أعلم ، لماذا أعلم ؟!! "
فتندهش من ردّه! ثم تُداعبه مرة ً أخرى لتصلح الأمر ، فتقول .. في مجال تخصصك ،
هُناك أمر قرأته ، و أريد أن تحدثني بتوسع عنهُ ، فتفيدني به ،
فيرد عليك ثانية ً بصدمة " ليس لي خلق " !
وهكذا .. يحدث الغباء المقصود ، وهو التوقف عن التفكير ، والبحث في كيفية الخمول و النوم الكثير ..
والغباء البشريْ الحاصل ، هو أن تسأل الشخص عن شيء يخصْه ، فلا يعرف ،
وأن تبحث في أمرٍ يحصل في دولتهِ ، فلا يكترث ولا يعلم ! .. وهناك أمر آخر طريف ،
أن الدولة تضع قانون أو إعلان عن شيء مُعيّن ، والناس لا يعلمون شيئا ً عن هذا ..
وبعد أشهر ،
تسألهم " لماذا تفعلون هذا الشيء المكروه أو الخطأ ؟
" فيقولون " لا نعلم ، منذ متى أصبح خطأ "
أو تقول له " أنت لا تعمل ؟ لماذا لم تذهب لمعرض التوظيف الخاص ؟
" فيقول " لا اعلم " فتقول له بعصبية " يا غبي! "


شكرا ًً
مع السلامة :)

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

رواية الخيميائي ( تمهيد + مقالة حول الرواية المذهلة ! ) ..


مرحبا ً . : )
جئتكم اليوم أخواني ، وأنا في نشوةٍ وسعادة ، و حزنٍ و بساطة ،
وتأمل و حياة ! إنني اليوم إنتهيت من قراءة رواية " الخيميائي "
للمبدع البرازيلي ( باولو كويلو ) ، والتي صدرت عام 1988 ،
والتي بيعت منها تقريبا ً 30 مليون نسخه !
وهذه الرواية المُبدعة ، تتحدث حول راعي غنم أسباني ، حلم ذات يوم بكنزٍ له ،
قرب الأهرامات في مصر ، و هكذا نوى أن يتقدم نحو هذا الحلم ، لبلوغ هدفه .
وهكذا ، اتجه نحو المغرب ، ثم توقف بها قليلأ ، ثم سعى إلى إلى مصر ..
وتتوالى الأحداث ( لن أسهب كي تشتاقوا لقراءتها ) .
الرواية - من وجهة نظري الشخصية - تجعلك تُفكّر في الحياة ، وفي هدفك ،
وهل أنت راضٍ عنه ؟ ثم هل أنت تسعى إليه ؟ .. وتنطلق معك إلى موضوع الحكمة ،
مرورا ً بمشاعر الحُب ، و التحكم على النفس ، والحوار مع القلب ، والصبر على الفراق .
إنها الرواية الخالدة ، والتي ذُكر أنها ستتحول قريباً ، إلى فيلمٍ سينمائيْ خطير ، قد تبلغ تكلفته 60 مليون دولار .
وقد قال الكاتب عن هذا الأمر كلمة :
"أنا مبتهج بتحويل روايتي إلى فيلم سينمائي بالطريقة التي أنشدها، على أن تتم المحافظة على روح وبساطة عملي الروائي"
وبهذا يكون كلامي إنتهى ، وسأنقل لكم تمهيد الرواية ، من ثم ستنطرق لمقالة ، وجدتها ، بعد بحثي ، بموقع ( شاي أخضر ) ، حول الموضوع .
شكرا ً للمتابعة ، والقراءة .. وارجو أن تشتروا هذه الرواية ، أو بإمكانكم أن تحملوها عن طريق الإنترنت بكل بساطة .
\

تمهيد ::
"تناول الخيميائي بيده كتاباً، كان قد أحضره أحد أفراد القافلة، لم يكن للكتاب غلاف، ولكنه استطاع على الرغم من ذلك التعرف على اسم الكاتب " أوسكار وايلد " وهو يقلب صفحاته، وقع نظره على قصة كانت تتحدث عن " نرجس " … لاشك أن الخيميائي يعرف أسطورة " نرجس " هذا الشاب الوسيم الذي يذهب كل يوم ليتأمل بهاءه المتميز على صفحة ماء البحيرة. كان متباهياً للغاية بصورته، لدرجة أنه سقط ذات يوم في البحيرة، وغرق فيها، في المكان الذي سقط فيه، نبتت وردة سميت باسمه: "وردة النرجس". لكن الكاتب " أوسكار " لم ينه روايته بهذا الشكل، بل قال أنه عند موت نرجس، جاءت الإريادات (آلهة الغابة) إلى ضفة البحيرة العذبة المياه، فوجدتها قد تحولت إلى زير من الدموع المرة، فسألتها: - لماذا تبكين؟ - أبكي نرجساً . اجابت البحيرة. فعلقت الإريادات قائلة: - ليس في هذا مايدهشنا، وعلى الرغم من أننا كنا دوماً في إثره في الغابة، فقد كنت الوحيدة التي تمكنت من تأمل حسنه عن كثب. - كان نرجس جميلاً إذاً ؟ مكثت البحيرة صامتةً للحظات ثم قالت: - أنا أبكي نرجساً لكنني لم ألحظ من قط أنه كان جميلاً، إنما أبكيه لأنه في كل مرة انحنى فيها على ضفافي كنت أتمكن من أن أرى في عينيه انعكاساً لحسني. - إنها لقصة جميلة جداً.""

المقالة :

""هل تكون أسطورتنا الشخصية اكتشافنا لحقـنا في السعـادة ؟
تدور أحداث الرواية حول الراعي الأسباني سانتياغو الذي كان حلمه السفر والتجول في ربوع أسبانيا بلا هدف معين سوى استكشاف العام .بدأ مسـار حياة سانتياغو يتغير عندما أصبح يرى حلما غريبا حول أهرامات مصر ، والذي لم يعره أدنى هتمام في البداية ، حتى وصل إلى مفترق طرق حياته عندما قابل شخصـا يُدعى - ملكي صادق - الرجل الغريب الذي يعلم أسرار سانتايغو الشخصية ، و الذي أخبره بأن عليه أن يُصدق حلمه ويسعى للبحث عن الكنز الذي رآه في أحلامه وأن يتبع الإشارات الطبيعية التي تُشير إلى موقع الكنز ، بعبــارة أخرى عليه أن يتبع أسطورته الشخصية .يبدأ سانتياغو رحلة البحث عن الكنز ، يبيع قطيع خرافه منطلقا نحو مِصــر ، مرورا بالمغرب وشمال أفريقية ، ويقابل العديدين خلال مسيرته هذه ، العرافة الغجرية ، اللص العربي ، بائع الزجاجيات ، الرجل الإنجليزي ، بدو الصحراء ، فاطمة ! ، وأخيــرا الخيميائي ..
تدور الفكرة العامة للرواية ، حول مسألة أن هناك لكل شخص - أسطورة شخصية - وأن الله ييسر الإشـارات والعلامات للشخص ليحقق أسطورته الشخصية ، فإن غفل عنها أو لم يكترث بها لن يصل لهذه الأسطورة ، وإن بحث عن أسطورة غيره لن يصل إلى أسطورته أيضـا ..
حول الكاتب ( بإختصار ) .باولو كاويلو .وُلد عام 1947 في ريو دي جانيرو - المكسيك - .يشغل الكاتب حاليا لدى منظمة الأونيسكو، منْصب مستشار خاص يعمل في إطار برنامج «تقاربات الفكر، وحوار الثقافات».من مؤلفاته :ـ حاج كومبوستيلاـ على نهر بييدرا هناك جلست فبكيتـ فيرونيكا تقرر أن تموتـ الجبل الخامسـ الشيطان والآنسة پريم
مقولات أعجبتني في الرواية ..” إذا رغبت في شيء ، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك “ ملكي صادق” إذا وعدت بشيء لا تملكه بعد، فإنك ستفقد الرغبة في الحصول عليه ” ملكي صادق” كل شيء مكتوب ” بائع الزجاجيات
مما قيل حول الرواية :الخيميائي قصة خرافية مدهشة ، إنها كناية عن حياة كل فرد .” ماسيمو داليما رئيس الوزراء الإيطالي ”الخيميائي كتاب ضخم ومثير يعالج قضايا خطيرة بأسلوب ذكي وبسيط .” جريدة ترو البغارية ”الخيميائي زمردة صغيرة تلمع مثل لافتة فضية في الصحراء ونورها يشير إلى إتجاه الواحة والكنور .” جريدة نرويجية ”الذي يسرُّ حقاً في قراءة الرواية ، أنها حققت هذا الانتشار الهائل ، وطارت عبر الكرة الأرضية إلى أكثر من مائة وخمسين دولة ، وهي تحمل في داخلها تصويراً رائعاً لدين الإسلام .” محمد حسن علوان ”
وفي الختام ..فأحب أن أوضع الفرق بين الكيمياء - Chemistry - و الخيمياء - Alchemist Alchemy - ، فـ الخيمياء هي علم تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة ، وتخضع لمبدأ المبادلة التعادلية الشهير - للحصول على شيء لابد من تقديم شيء مساوي له بالمقابل - ، أما الكيمياء غنية عن التعريف . ""

الأحد، 4 أكتوبر 2009

كريم الشاذلي - الجزء الثالث والأخير - ( أسطورة الحب + مقالة ملهمة ) !



ها نحنُ ذا من جديد ، نتحدث حول المُبدع كريم الشاذلي ، وعن كتبهِ القيِّمة .
إنَ من يقرأ لهذا الرائع ، سوف يستفيد إستفادة قصوى ، من تجارب أُناس كثيرين .
حيث أن هذا الكاتب ، جمع ما قد قرأه في موضوعٍ ما ، من كُتُبِ كبار الكُتّاب ،
ومن موسوعاتٍ عدة أو دراسات جامعيّة أو قصص حياتيّة ، جمع ما قد قرأه ،
ثم وضعها بمزيج رائع بأسلوبه الآخاذ ، مع وجود أفكاره و رأيه و قلمه المُبدع !
إن إختياري لهذا المبدع ، لعدة أسباب .. ومنها :
1/ رجل قارئ جيّد للكتب القديمة الإسلاميّة ، وباحث في مراجعها ، ومُلِمْ بالحديث والقرآن .
2/ قارئ متميز للأدباء الغربيين ، والقصص الرائعة في كُتُبِهِمْ ، وقد انتقى الحكمة منها ليُفيد المسلمين .
3/ رجل يبحث في الدراسات الجامعيّة ، و في المنشورات بمختلف الجرائد ، وبالموسوعات التي تفيد !
وهكذا .. أنا على يقين أنك عندما تقرأ له ، سوف تستفيد من جوانب كثيرة ،
وستقرأ لأفكار مختلفة - من رؤى كل كاتب أو قاص أو صاحب حكمة - في كتابٍ واحد !
ودعونا نبدأ الجزء الثالث ، والأخيرة .. مع هذا المبدع الجميل ، وقد استمتعنا بهذه الرحلة المختصرة ،
على متن روعة كُتُبه ، وسيرتهُ الرائعة ، و طموحة المتميز .. وهناك المزيد والمزيد عن هذا الرائع ،
والتي ستجدونها في موقعه الشخصيْ على رابط (
http://www.karimalshazley.com/ ).
والآن .. مع نبذة مختصرة حول كتاب قرأته من روائعهُ ، وأيضاً مقالة ملهمة ستجعلك تُحلق بأملٍ كبير !
ومع الكتاب ، كتاب ( أسطورة الحُب ) ، وقبل أن نقتبس النبذة المختصرة عنه ، أود أن أقول " أقرأوه .. فسوف يذهلكم حقاً " !
النبذة المختصرة عن كتاب ( أسطورة الحُب ) :
""أن نحب ليست هذه هي القضية،
ولكن أن نحتفظ بهذا الحب،
فهذا هو التحدي الذي يجب أن نخوضه إذا ما أحببنا أن نكون عشاقا،
كيف نحافظ على حبنا حيا نضرا؟ تجد الإجابة في هذا الكتاب"


المقالة الملهمة بـ عنوان (هيء مكانا لسيارتك المرسيدس ) :
"
أبغض المثالية المفرطة ، وأحب الواقعية التي تشعرني باحترام من يخاطبني لعقلي وإدراكي !.من هذا المنطلق دعني أطلب منك يا صديقي أن تبدأ في البحث عن مكان مناسب لوضع سيارتك المرسيدس التي ستشتريها يوما ما..!لماذا تظنني مازحا ، أو واهما ، أو أحلق في الخيال..ما أود إيصاله لك في هذه الفقرة أن أحلامك الكبيرة يجب أن تنظر إليها بأهمية كبيرة ، وتراها شيء لا يحتاج سوى إلى (بعض الوقت).
لمايكل أنجلوا الرسام العبقري عبارة رائعة تقول :الخطر الأعظم بالنسبة لمعظم البشر ليس في أن يكون هدفنا كبيرا عاليا لدرجة صعوبة تحقيقه ، وإنما في أن يكونا بسيطا متواضعا سهل تحقيقه !.نعم الخطر أن نرضى بالأحلام والأهداف المتواضعة ، بالرغم من أن قدرة معظمنا كبيرة ، ونستطيع بقليل أو كثير من الجهد أن نحقق ما ظنناه يوما ما شيء خيالي غير قابل للتحقيق.إن المرسيدس لا تعني السيارة في ذاتها ، وإنما تعني كل حلم عظيم.سواء كان هذا الحلم حفظ القرآن كاملا ، أو في أن تصبح مليونير ، فالأمر سيان ، حدد هدفا كبيرا وآمن به ، وابدأ في أخذ الخطوات التي ستوصلك إليه.ولعلك لا تدرك حقيقة في غاية الأهمية والوضوح وهي أن الحلم الكبير لا يحتاج إلى مجهود أكبر بكثير من الحلم الصغير كي يتحقق.نعم أن تصبح موظفا عاديا في دائرة حكومية ، تمارس عملا واحدا طوال سنوات عمرك ، لن يكلف أقل مما سيكلفك أن تصبح صاحب شركة أو تدير عملا خاصة.فقط قليل من الجهد ، قليل من المخاطرة ، قليل من التعب والدراسة ، ولكن كثير من الشجاعة.أرى هذا الأمر بوضوح مع أصدقائي من المؤلفين والكتاب ، فمنهم من يكتب كتابا رائعا وغاية أمله أن يبيع منه ألف نسخة كي يشعر بالسعادة والنجاح ،وهناك من لا يعترف بالنجاح البسيط ولا يهدأ باله قبل أن يتم توزيع خمسون ألف نسخة أوأكثر، والفرق بينهما ليس في قوة ما يحتويه الكتاب من معلومات وآراء وأفكار، وإنما فيما يحتوي صدر كل منهما من طموح وعزيمة وإصرار.
النفس يا صديقي تهوى الراحة والركون ، والهدف الكبير يستفزها فتحاول أن تثنيك عن تحقيقه ، وتراهن على فشلها في بلوغه ، وتُظهر لك العقبات والمشكلات التي تنتظرك.هنا يجب عليك أن تلجمها بلجام همتك ، وتثيرها بنشيد حماستك ، وتنقل لها شحنة الاصرار التي تحركك.وستقابل بلا شك يا صاحبي من يحاول إثنائك عن تحقيق هدفك ، وخلخلة ثقتك في إمكانية الوصول إليه ، فلا تصغ إلى صوتهم ، ولا تهتم بأمرهم.
محمد بن أبي عامر كان شابا في العشرين عندما تمنى أن يصبح أميرا على قرطبة ،سخر منه أصدقائه وذكروه بأنه كاتب رقاع وأقصى ما يمكنه تمنيه ظل جدار في شوارع قرطبة يجلس إليه ليكتب رسائل الناس مقابل درهم أو درهمين.وليست سوى سنوات قليلة إلا ويصبح محمد بن أبي عامر أميرا على الأندلس كلها لا قرطبة وحسب ، وينشى الدولة العامرية صاحبة الفتوحات الكبيرة والانتصارات الرائعة .بل دعني أذكر لك مشهدا أثار العالم في فترة السبعينات ، ففي عام 1977 نُشر خبر مثير مفادة أن سيدة من ولاية فلوريدا بأميركا وتدعى لورا شولتز وتبلغ من العمر 63 عام استطاعت أن ترفع مؤخرة سيارة بويك لتحرر ذراع حفيدها من تحتها ،بالرغم من أن هذه العجوز لم تقم برفع شيء يزن ربع وزن السيارة الت رفعتها.أثار هذا الأمر فضول كثيرين ، وذهبت إلى بيتها معظم وكالات الأنباء كي يجروا معها لقاءات تتحدث فيها عن تلك القدرة الخارقة.وكان ممن اهتم بهذا الأمر أحد الكتاب المهتمين بالتطوير الذاتي وتنمية الشخصية ويدعى تشارلز جارفيلد ،فذهب إليها بيد أنه وجدها حزينة ومكتئبة ولا تريد التحدث في هذا الأمر ! ، فتودد إليها تشارلز ، إلى أن قالت له أنها حزينة جدا لأن هذا الأمر ـ رفع السيارة ـقد حطم معتقداتها بما يمكنها تحقيقه ، وزعزع لديها بعض الثوابت الخاصة بما هو ممكن وما هو مستحيل.وقالت له : ( إن ما يؤلمني أنني فعلت في هذا العمر شيئا كنت أراه مستحيلا من قبل ، فما الذي يعنيه ذلك ؟ ، هل يعني أن حياتي كلها قد ضاعت ولم أحقق أشياء كثيرة فيها كنت أراها مستحيل !؟).
لقد توقفت أمام هذه الكلمة الأخيرة وسألت نفسي :ـ هل يجب أن أرفع سيارة أو أفعل شيئا خارقا كي أثبت لنفسي أني قادر ـ وأنا في الثلاثين ـ من حفظ القرآن الكريم كاملا ؟.
ـ ألا يجب أن أعيد النظر في مستوى طموحاتي لأرفعها عاليا ما دام تحقيقها ليس بالشيء المستحيل ؟.ـ هل يجب أن أولد غنيا ، أو أحترف السرقة كي أمتلك سيارة ومنزل جميل ومستوى اجتماعي يرضيني ؟.سبحان الله ، حتى المطمح الأخروي يجب ألا نتواضع فيه ، فهذا رسول الله × يخبرنا أن : (إذا سألتم الله ، فاسئلوه الفردوس الأعلى من الجنة).ولكل منا مطمح وأمل ، فاختر من أحلامك أكبرها ، ومن آمالاك أعظمها ، وتوكل على خالقك وسله التوفيق ، وأرنا عزيمة الأبطال. " انتهى . شكرا ً للقراءة والله ولي التوفيق

الجمعة، 2 أكتوبر 2009

عن كريم الشاذلي ! ( الجزء الثاني ) و سنتعلم !

السلام عليكم
مرحبا ً بكم ،

وها نحن نعود بـ هذا الجزء " الجزء الثاني " في رحلتنا مع سيرة الرائع كريم الشاذلي
ذلك الكاتب الجميل ، والشخص الرائع ، والموهبة الفذة ..
بإختصار ، سنبحر معه هذه اللحظة ، ومع كتاب ( أفكار صغيره لحياة كبيرة )
وبعض الكلمات عنه ، ثم نطرح مقاله جديدة للكاتب ( بالإضافة إلى فيديو خاص لها ) !


\


أولا ً : كتاب ( أفكار صغيره لحياة كبيره ) :

" ثمة أشياء صغيرة قادرة على صنع حياة عظيمة ..


دائما ما ينظر المرء منا إلى الأشياء الكبيرة،


ولا ينتبه إلى أن هذه الإنجازات لا تتحقق سوى بصنع الكثير من الأشياء الصغيرة،


وباستمرار ..عبقرية المنهج الإسلامي تظهر جليه في مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"


.من هنا نتعلم أن الطفرات التي تحدث في حياة بعض الأشخاص،


ليس هو أصل النجاح والتفرد، وإنما الدأب والعمل على جني الكثير والكثير من الإنجازات اليومية


..ببساطة هذا هو هدف الكتاب ..!أن يلفت نظرك إلى الدقائق التي تمر على حياتك، كي تصنع فيها إنجازك ""

\
ثانيا ً المقال :
بـ عنوان ( ثلاثة أشهر قبل دخول القبر ) :

أقسى تصريح يمكن أن يواجههك به شخص ما، لكن هب أنه قد قيل لك، ترى ماذا أنت فاعل آنذاك !!؟ .
فكر مليا .. ثم عد لي بذهنك مرة أخرى لأحكي لك قصة رجل قيلت له هذه العبارة، فقدم بعدها أجمل وأروع وأبلغ خطاباته، وأثر في الملايين على سطح الأرض .. !.
أما الرجل فهو راندي باوش أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون، والذي صنفته محطة (ABC) من أفضل 3 شخصيات للعالم عام 2007 .ووضعته مجلة التايمز من أفضل 100 شخصية مؤثرة حول العالم، هذا الرجل أخبروه وهو في السابعة والأربعون من عمره أن أمامه ثلاثة اشهر فقط قبل أن يموت، لتأخر حالته، وقد كان يعاني من سرطان البنكرياس .
عندها قام راندي بجمع طلبته وأصدقائه ومحبوه، وألقى لهم بمحاضرته الأخيرة وسماها " الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك"، أخبرهم فيها بأنه تاركهم وذاهب، لم يذرف دموعا بل كان أربطهم جاشا، وكان كل هدفه أن يحفيزهم لإكمال مشاريعهم وحياتهم بدونه ! .
قال لهم : ما الذي ستخبره للعالم اذا علمنا أن هذه هي محاضرتك الأخيرة ؟ وما الذي ستفعله في هذا العالم لو كانت لديك فرصة أخيرة ؟وما هي وصيتك وميراثك للعالم ؟ .
كان مرحا كما عهدوا عليه، وعندما قال له أحدهم حدثنا عن أهمية الاستمتاع بالحياة قال لهم : أستطيع أن أقول لكم ذلك، ولكن سأكون كالسمكة التي تحاضر عن أهمية الماء !لا أعرف كيف لا أستمتع، أنا أموت وأنا أستمتع وأمزح، وسأبقى كذلك لآخر يوم في حياتي، لأنه لا توجد طريقة أخرى .
ثم تحدث لهم عن حياته وكثرة الاحباطات والمحاولات الفاشلة التي مر بها، وكيف أنه رُفض في أكثر من جامعة دون أن يفقد الأمل، ثم ذكر موقفا أثر فيه كثيرا، وذلك أنه اشتكى إلى والدته صعوبة إحدى المواد في الجامعة ،فقالت له ( في مثل عمرك، كان والدك يقاتل الألمان في الحرب العالمية الثانية). وكانها شحنته بطاقة هائلة وقال لنفسه لأحاول بلا يأس فانا في أسوأ الأحوال لن أتلقى رصاصة طائشة أو أموت من العطش أو التعذيب !.
أخبرهم راندي بأنه لو يأخذ الإنسان عُشر الطاقة التي يصرفها في التذمر ويوجهها نحو حل المشكلة ، فإنه سيتفاجئ بالحلول الكثيرة التي سيراها.
ثم ذكر لهم قصة امرأة وقعت في قروض متزايدة، واصيبت بحالة من القلق والاضطرابات وكي تستطيع التغلب على هذه الضغوط حجزت عند معالج باليوجا، وقال لهم لو أن هذه المرأة صرفت وقتها في عمل إضافي بدلا من اليوغا لدفعت قروضها كاملة. إننا يجب أن نحل المرض (القروض) بدلا من أن ندور حول أعراضه (الضغوط( .
حكى لهم أنه زار ذات يوم وهو صبي ديزني لاند، وبدلا من تركيز فكره وإستمتاعه على الألعاب، كان يفكر، كيف أصنع أشياء كهذه ؟ وبعد تخرجه من جامعة كارنيجي ميلون أرسل شهادته وطلبه لوالت ديزني لكن جاءه الرد بالرفض أيضا. هنا لم يتوقف أيضا، فالحواجز مصنوعة من أجل هدف كبير، هكذا قال لنفسه
كان يرى صعوبات الحياة كتحديات، لم يخلقها الله لعرقلتنا وإيقافنا عن تحقيق أهدافنا، لا.. فهذا قول المتكاسلين، لكنها في الحقيقة اختبار يتخطاه الكفء الجدير بالفوز، ويسقط فيها من لا يمتلك الجدية للتحرك والعمل والإنجاز .
ثم وجه حديثا للآباء والمربين يدعوهم لإكتشاف الإبداعات في أبنائهم، فيقول : دعوا أبنائكم يُخرجوا ما لديهم، لا تكتموا مواهبهم وتكبتوها، دعوهم يرسموا على جدران غرفهم، ويلونوها بما يريدون من الألوان، إن هذه هي الطريقة الطبيعية للأبناء كي يعبروا عن آرائهم واستكشافاتهم، ومنع الأبناء هنا بأي حجة، يأتي بنتائج خطيرة، فقط أنظروا للحياة وامتلاء شوارع الحكومات القمعية بالكتابات على الجدران ؟! .
لقد فعلت هذا وأنا صغير،لم يغضب أبواي مني، بل ينظرون إلى ما أفعله وهم يبتسمون في تشجيع .
ثم أكمل قائلا : دعوني أقص لكم موقفا حدث لي قبل سنوات، حينها كنت في زيارة لأختي بسيارتي الجديدة، وعندما هممت بأخذ جولة أنا وأبنائها الصغار، جاءت إليهم وهي تحذرهم قائلة : حافظوا على سيارة خالكم نظيفة، إنها جديدة، لا يجب أن تقفزوا، أو تفتحوا النوافذ، أو تأكلوا الأيس كريم كي لا تفسدوا شيئا، وتكرر هذه التحذيرات أكثر من مرة .
هل تدرون ما الذي فعلته بعدما سمعت هذه التحذيرات ..!؟
لم أعبر لها عن امتناني أو شكري لهذه التنبيهات، بل أمسكت بأحد المشروبات الغازية وفتحتها، ثم سكبت محتواياتها في السيارة !.
ليس في الأمر جنون، لقد اكتشفت أن ما يقف حائلا أمام حركة الإنسان فلا يدعه ينجح، هو تلك التعليمات الكثيرة التي تلقاها طوال حياته .
لقد أحببت أن أخبر أختي وأبنائها والجميع "أن الإنسان أهم من الأشياء" .
ثم أعطى راندي درسا آخر من دروس الحياة مفاده أن النظر إلى الانسانيات والعواطف شيء يجب أن يوضع في الحسبان، فيحكي أنه في بداية عمله كان يشرف على أحد الطلاب المميزين في مواد الحاسوب لكنه لم يهتم بمادة أخرى فرسب فيها، وكاد أن يطرد، فما كان من راندي إلا أن ذهب للعميد وأخبره أن الطالب له قدرات غير طبيعية في التعامل مع الحاسوب وأنه يستطيع تجاوز المادة وطلب منه أن يبقى، فرد العميد بالموافقة ولكن اذا لم يفلح الطالب فإن راندي قد لا يتم تثبيته في القسم ، فوافق راندي !.
إنه هنا ضحى بمستقبله وراهن على شخص آخر، ولم يخيب الله ظنه .
وهنا أتسائل : كم أب منا يراهن على قدرات ابنه عندما يخفق في مادة، أو يتراجع في تحصيله الدراسي لسبب أو لكثر ؟.
ثم يلقي راندي على تلاميذه أهم دروسه قائلا " ماذا تفعل اذا كانت أوراق اللعب كلها غير جيدة ؟ لا تنسحب لكن حاول أن تلعب بمهارة أكبر). العالم لا يعترف بالقادة الضعاف، ولا بالقادة الذين يعترفون بأصغر وأتفه وأسخف الحلول، فهم لا يجلبون خيرا بل ضرا، ولا تخلدهم ذاكرة التاريخ ولا حتى الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
العالم والتاريخ لا يعترف إلا بمن يحمل مشعل النور ويسير حافيا على مسامير الألم وجمرات الشوك، حتى يأنس إنجازا عالميا وعدلا أرضيا ونورا سماويا ومددا ربانيا فيرى من خلالهم الآيات الصغرى وربما الكبرى
أنهى راندي حديثة قائلا بأن هذه المحاضرة هي خارطة طريق لأبنائه الثلاثة، ثم ودع الجميع مبتسما، وأنهى حواره وسط تصفيق تلاميذه ودموعهم .
ورحل راندي عن دنيانا يوم الجمعة 25 يوليو 2008 عن 47 عاما .
لكنه لم يرحل من وجدان الملايين الذين شاهدوا محاضرته عبر انترنت، ولا الذين قرأوها مترجمة في كتابه الذي تُرجم لأكثر من ثلاثون لغة .
ترى كم منا سيكون برباطة جأش هذا الرجل إذا أدرك أن الموت يزحف نحوه مسرعا كالبرق .
كم منا يمتلك سلاما نفسيا وصلحا مع الذات يدفعه إلى احتضان العالم وتوديعه برحابة صدر قبل أن يدير له ظهره مودعا ؟.

\
..

والآن أخواني ، مع الفيديو .. عن طريق اليو تيوب ،
ومن ثلاث أجزاء رائعة .. في لقاء له حول المقال بـ روتانا كافيه
وهذه هي الروابط :
الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=_ej7Jl5mnMQ&feature=player_embedded
الجزء الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=0_yBPMOO09A&feature=channel
الجزء الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=WfUjTsxunNg&feature=channel